الموقع والشبكة العمرانية

[مصدر الصورة: © 2005 شتيفان فيبر]
يقع مجمّع محمد باشا إلى الغرب من مجمّع خسرو باشا (1546م) وإلى الجنوب من الطريق العام الرئيس لمنطقة الأسواق المركزية الذي يمتد من باب أنطاكية في الغرب إلى القلعة في الشرق (الشكل 2). أما الجامع بحد ذاته فقد أنشئ على قمة مرتفعة كانت تعرف باسم تلة عائشة والتي استخدمها المماليك كساحة للتدريبات العسكرية. [8] وقد تمت الاستفادة من هذه الميزة الطوبوغرافية ليكون الجامع مرئياً بشكل أفضل ضمن النسيج الحضري الكثيف المحيط به. (الشكل 3)
الشكل 2: الموقع العام لمجمع محمد باشا ضمن النسيج العمراني في مدينة حلب القديمة [مصدر الصورة: © 2016 مشروع أرشيف التراث السوري وجامعة براندنبرغ في كوتبوس]
الشكل 3: منظر عام لجامع العادلية من جهة الجنوب [مصدر الصورة: © 1976 جان-كلود دافيد]
وفقا لما كان متبعاً في تصميم المجمعات الوقفية العثمانية، يشكل الجامع العنصر المعماري الرئيسي والمسيطر الذي تتوزع حوله بقية مباني المجمع. وفي الواقع إن هذه المباني توفر للجامع المرتفع قليلاً نوعاً من المنطقة العازلة المدمجة. وفقاً لنص الوقفية، فإن جميع منشآت المجمّع الموقوفة والمدرّة للدخل ذات وظيفة تجارية، حيث تذكر الوقفية ثلاثة خانات: الفرّايين والنحّاسين والعُلبيّة، وأربعة أسواق: الفرّايين والنحّاسين والعُلبيّة والجّوخ، وثلاث قيساريّات: [9] الفرّايين والعلبيّة وواحدة لم يُذكر اسمها. [10] أضيفت بعض المنشآت لاحقاً إلى المجمع وهي: مطبخ (عمارة خانة) ودار للمسافرين (مسافر خانة) إلى الغرب من الجامع وقيسارية رابعة إلى الشرق منه. [11] تم لاحقاً بناء خان صغير سمي بخان العادلي في موقع المطبخ المذكور من قبل متولي الوقف في عام 1919م . [12] (الشكل 4)
الشكل 4: العقارات المكونة لمجمع محمد باشا [مصدر الصورة: © 2012 ربى قاسمو]

الحواشي

[8] ابن الحنبلي ، درّ الحبب، 2: 1 ، 264.

[9] القيسارية هي نوع من المباني التجارية التي تعددت وظائفها وتصاميمها وفقاً للمنطقة الجغرافية وتاريخ البناء. استخدم مصطلح القيسارية في المصادر التي تؤرخ حلب في العصور الوسطى لوصف الأسواق. ويبدو من خلال تلك الأوصاف أنه كان هناك نوعان من القيساريات. خصص الأول منها لبيع البضائع الثمينة ويتألف من دكاكين مرتبة حول فناء داخلي مركزي في حين كان للنوع الثاني تصميم خطي يشبه الأسواق العادية ولكنه يتميز عنها بمساحاته الكبيرة واحتوائه على ممرات مسقوفة متعددة، في حين حوت الأسواق ممراً واحداً. اكتسبت القيساريات في القرن السادس عشر وظيفة حرفية وكانت تقع بالقرب من الخانات أو الأسواق التي تتعامل مع نفس المنتجات. كانت بعض تلك القيساريات منشآت قائمة بذاتها تتخذ شكل الخانات في صورة مصغرة بينما كان بعضها الآخر مدمجاً في الخانات الكبرى والأسواق. كانت القيساريات المدمجة تتوضع في الطوابق العليا وتتألف من ممرات تتوزع على طرفيها الحجرات الصغيرة. تطورت الوظيفة الحرفية للقيساريات بشكل كبير خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر وأصبحت منشآت ضخمة تتضمن محترفات كبيرة وتوفر في بعض الأحيان سكناً رخيصاً للعمال. للمزيد من المعلومات عن نشوء القيساريات ونماذجها المختلفة انظر: ستريك، القيساريات 840-841.

[10] الغزّي، نهر الذهب، 2: 90-91. أما القيسارية الثالثة فكانت المبنى الوحيد الذي لم يعطِه الغزّي اسماً في ملخصه، مما يشير إلى أنها كانت متهدمة أو غير صالحة للاستخدام في وقته. لمزيد من المعلومات حول المجمع انظر: قاسمو، تفعيل دور وثائق الأرشيف العثماني، 297-302.

[11] ذُكرت هذه المباني في وثيقة من الأرشيف العثماني يرجع تاريخها إلى أوائل القرن الثامن عشر تسجل ترميمها. استشهدت بالوثيقة نجيب أوغلو، عصر سنان، 477.

[12] الطبّاخ، إعلام النبلاء، 3: 170. قاسمو، تفعيل دور وثائق الأرشيف العثماني 301-302.