أهمية مئذنة الجامع الكبير

[مصدر الصورة: © 2009 رامي الأفندي]
الشكل 9. الجامع الكبير، الرواق الشمالي، بقايا مدخل مدرسة دار القرآن العشائرية [مصدر الصورة: © 2007 لمياء الجاسر]
تم بناء المئذنة في العام 489 هـ/1096 م، وهي بذلك أقدم عنصر متكامل تم الحفاظ عليه في الجامع، وبالتالي أقدم مئذنة قائمة في حلب وسمة مميزة للمدينة من العصور الوسطى. استمر هذا النمط من المآذن المربعة الشكل في مساجد حلب حتى بداية الفترة المملوكية[1] (النصف الثاني من القرن 7 هـ/ القرن 13 م). إلى جانب النقوش الزخرفية الكتابية والأفاريز، تمتاز المئذنة بنمط العناصر النافرة التي تتكرر بشكل متتابع على حوافها الأربعة لتشكل الأقواس المصمتة. وينسب هذا النمط المحلي لتقاليد فترة ما قبل الإسلام، التي انتهجت من المدرسة القديمة لعمارة شمال غرب سوريا.[2]
تعتبر مئذنة الجامع الكبير المعلم الأساسي لمدينة حلب من العصور الوسطى. اعتبرها الباحث الحلبي طلس نمطاً فريداً من العمارة الإسلامية في سوريا، [3]   وفسر ذلك الباحث الألماني هرتزفيلد، وهو من أوائل علماء الآثار الإسلامية الذي درس الجامع الأموي بحلب بشكل معمق وذكر المئذنة بقوله: "إن المئذنة ذات أهمية مزدوجة. فهي تظهر اختلافاً جوهرياً في النمط السلجوقي بين سوريا وإيران، وتظهر أيضاً ما وجده الصليبيون فتعلموا منه حين قدومهم الأول للشرق الأدنى."[4]