المسقط المعماري

[مصدر الصورة: © 1920 كريزويل]
الشكل 1: مدرسة الفردوس، منظر عام من الشمال [مصدر الصورة: © 1979 جان-كلود دافيد]
يشكل مبنى المدرسة كتلة ضخمة قائمة بذاتها، مما يعطيها انطباعاً مختلفاً تماماً عن المباني الأخرى داخل النسيج العمراني. (الشكل 1) لا نعرف بالتفصيل كيف كان محيط المدرسة في أوائل القرن الثالث عشر، لكننا قد لا نستبعد احتمال وجود منطقة سكنية صغيرة في جوارها، مؤلفة من منازل بسيطة.
يدخل الزائر المبنى من خلال بوابة ذو مقرنصات عالية وضيقة بشكل غير عادي على الجانب الشرقي. يعتبر نصف قبة المقرنصات من  أجمل أمثلة هذا النوع وأكثرها توازناً. (الشكل 2- 3) وتتكون من ثلاث طبقات من المقرنصات ذات الحنايا الركنية الصغيرة. (الشكل 4 -5)  لا يقتصر النقش الطويل غير المعتاد على البوابة وحدها، بل يمتد على طول الواجهة الشرقية بالكامل بما في ذلك البوابة (انظر أدناه). (الشكل 6)
الشكل 2: مدرسة الفردوس. بوابة المقرنصات [مصدر الصورة: © شتيفان كنوست، 2006]
الشكل 3: مدرسة الفردوس. بوابة المقرنصات. نصف القبّة [مصدر الصورة: © شتيفان كنوست، 2006]
الشكل 4: مدرسة الفردوس. بوابة المقرنصات. نصف القبّة من الأسفل [مصدر الصورة: © شتيفان كنوست، 2006]
الشكل 5: مدرسة الفردوس. بوابة المقرنصات. حنية مقرنصة في الزاوية [مصدر الصورة: © شتيفان كنوست، 2006]
الشكل 6: مدرسة الفردوس. النقش على الجدار الخارجي الشرقي [مصدر الصورة: © شتيفان كنوست، 2006]
يؤدي المدخل إلى ممر ضيق نوعاً ما، والذي ينعطف إلى اليسار ويصل إلى الفناء في زاويته الشمالية الشرقية. (الشكل 7- 8) توجد على ثلاث جهات من الفناء أروقة ذات أقواس مدببة ترتكز على أعمدة، معظمها ذات تيجان من المقرنصات. (الشكل 9- 10) يؤدي كل رواق إلى غرفة واحدة ضخمة ذات ثلاثة قباب وثلاثة مداخل على كل جانب.
الغرفة الجنوبية المكونة من ثلاث فسحات مقببة هي قاعة الصلاة، وتتميز القبة المركزية فوق المحراب بحنايا من ثلاث طبقات من المقرنصات. (الشكل 11- 12) المحراب الرائع محاط بإطار متشابك متعدد الألوان، والذي يحتل كامل جدار القبلة للفسحة المركزية تقريباً. (الشكل 13- 14)
هذا الرسم النموذجي للزخرفة المعمارية الأيوبية في حلب يشبه الزخارف المماثلة في المدرسة الشاذبختية والمدرسة السلطانية ومشهد الحسين (راجع مشهد الحسين) على سبيل المثال. وتعتبر تلك الموجودة في مدرسة الفردوس آخر مثال على زخرفة كهذه في العصر الأيوبي وتتميز بحجمها وجودة تنفيذها واستخدام الأحجار بأربعة ألوان مختلفة.[1]
يشغل وسط الفناء، المرصوف بالبازلت والحجر الكلسي بتصميم هندسي، حوض كبير مثمّن الأضلاع. [2] (الشكل 15- 16) يشغل الإيوان الضخم الجانب الشمالي، وهو أعلى من الرواق المحيط بالفناء. (الشكل 17) إحدى السمات المثيرة للاهتمام جداً في مدرسة الفردوس، والمثال الوحيد الفريد من نوعه في حلب، هو الإيوان المزدوج: إلى الشمال من الفناء يوجد إيوان آخر مفتوح على الخارج من جهة الشمال وأعمق بمقدار الثلث من الإيوان الأول. (الشكل 18)
إلى الشرق والغرب من الإيوان، نجد وحدتين سكنيتين، ربما كانت الغربية منهما - والأكثر اتساعاً - مكان إقامة أستاذ المدرسة (المدرّس) على الأرجح، بالإضافة إلى المرافق الصحية. (الشكل 19) يوجد ممران على كلا جانبي الإيوان يسمحان بالوصول إلى الجزء السكني وإلى الخارج شمال مجمع المباني. كما تخبرنا المصادر، كانت الحدائق جزءاً من المدرسة، وربما تم ترتيبها حول المبنى لإضفاء مظهر مشابه للفردوس (الجنة). يذكر سبط ابن العجمي أن المبنى كان أعلى في العصور السابقة، ويمكننا أن نتخيل طابقاً إضافياً مصنوعاً من الآجر أو الخشب، مع نوافذ في الجزء العلوي منه تسمح بإطلالات جميلة على الحدائق.[3]
الشكل 15: مدرسة الفردوس. بركة الفناء [مصدر الصورة: © شتيفان كنوست 2006]
الشكل 16: مدرسة الفردوس، منظر عام للفناء [مصدر الصورة: © 1979 جان-كلود دافيد]
الشكل 17: مدرسة الفردوس. إيوان الفناء [مصدر الصورة: © شتيفان كنوست 2006]
الشكل 18: مدرسة الفردوس، الإيوان الشمالي [مصدر الصورة: © 1979 جان-كلود دافيد]
الشكل 19: مدرسة الفردوس، الوحدة السكنية في الشمال الغربي [مصدر الصورة: © 1979 جان-كلود دافيد]