الموقع والشبكة العمرانية

[مصدر الصورة: © 2010 رامي الأفندي]

يقع الخان في محلّة سويقة علي شمال المنطقة التجارية المركزية المصطلح تسميتها محليا ب "المْدينِة". (الشكل 1) وبالرغم من كونه معزولاً نسبياً عن شبكة الأسواق المغطاة، فإن الخان يحتل موقعاً مهمّاً يطل على الطريق المؤدي من المنطقة التجارية المركزية إلى باب النصر في الشمال. يعد هذا المحور العمراني من المحاور الحيوية في مدينة حلب منذ العصور الوسطى واستمر في التطور بشكل جيد خلال الفترة العثمانية. [4] يحد الخان أزقة من جهاتٍ ثلاث بينما يحده جنوباً خان الكتّان وقيساريّة الكتان ومنشآت أخرى.

الشكل 2: الأملاك الموقوفة من قبل الميرزفوني قره مصطفى باشا في حلب [مصدر الصورة: © 2014 ربى قاسمو]

تشير الوقفية المذكورة أعلاه إلى العقارات الأخرى الموقوفة في حلب (الشكل 2) كالتالي: سبيل يقع على الجدار الغربي للخان (بجانب مدخله) (الشكل 3) وسبيل آخر يقع جنوب شرق الخان (الشكل 4) وقيساريّة من طابقين أمام مدخل الخان [5] (الشكل 5) وسوق مغطى في المنطقة التجارية المركزية [6] وقيساريّة على مقربة من مدخل سوق الزَّرْب [7] ودار سكن واسعة تقع في محلِّة البندرة. [8]

الشكل 3: النافورة العامة على الجدار الغربي للخان [مصدر الصورة: © 2012 علاء الدين حداد]
الشكل 4: النافورة العامة عند الزاوية الجنوبية الشرقية للخان [مصدر الصورة: © 2011 ربى قاسمو]
الشكل 5: منظر عام لمدخل خان الوزير والقيسارية أمامه قبل هدمها في الخمسينات 1950 [مصدر الصورة: © 1918 مجموعة أرشيف الحرب البافاري]

الحواشي

[4] لمزيد من المعلومات حول تاريخ هذا المحور وتطوره العمراني انظر دافيد، سويقة علي في حلب.

[5] لسوء الحظ، أزيلت هذه القيسارية في الخمسينيات لإفساح المجال أمام حركة مرور السيارات عبر شارع خان الوزير. القيسارية هي نوع من المباني التجارية التي تعددت وظائفها وتصاميمها وفقاً للمنطقة الجغرافية وتاريخ البناء. استخدم مصطلح القيسارية في المصادر التي تؤرخ حلب في العصور الوسطى لوصف الأسواق. ويبدو من خلال تلك الأوصاف أنه كان هناك نوعان من القيساريات. خصص الأول منها لبيع البضائع الثمينة ويتألف من دكاكين مرتبة حول فناء داخلي مركزي، في حين كان للنوع الثاني تصميم خطي يشبه الأسواق العادية ولكنه يتميز عنها بمساحاته الكبيرة واحتوائه على ممرات مسقوفة متعددة في حين حوت الأسواق ممراً واحداً. اكتسبت القيساريات في القرن السادس عشر وظيفة حرفية وكانت تقع بالقرب من الخانات أو الأسواق التي تتعامل مع نفس المنتجات. كانت بعض تلك القيساريات منشآت قائمة بذاتها تتخذ شكل الخانات في صورة مصغرة بينما كان بعضها الآخر مدمجاً في الخانات الكبرى والأسواق. كانت القيساريات المدمجة تتوضع في الطوابق العليا وتتألف من ممرات تتوزع على طرفيها الحجرات الصغيرة. تطورت الوظيفة الحرفية للقيساريات بشكل كبير خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر وأصبحت منشآت ضخمة تتضمن محترفات كبيرة وتوفر في بعض الأحيان سكناً رخيصاً للعمال. للمزيد من المعلومات عن نشوء القيساريات ونماذجها المختلفة انظر: ستريك، القيساريات 840 – 841.

[6] يُعرف هذا السوق اليوم باسم سوق إسطنبول القديم أو العتيق.

[7] على الرغم من أن نص الوقفية لا يحدد وظيفة هذا المبنى، يبدو من خلال الوصف الموجود أنه كان قيسارية. ونظراً لأنه لا يمكن تحديد هذا المبنى اليوم، فقد يكون قد انهار خلال زلزال عام 1822 أو حلت مكانه منشآت لاحقة.

[8] تقع هذه الدار إلى الغرب من جامع المهمندار وكانت مقراً للمحكمة الشرعية الإسلامية في حلب. من المثير للاهتمام أن الغزّي يذكر في سياق وصفه لهذه الدار "أنها من أوقاف مصطفى باشا المرزيفوني الذي أوقف أيضا خان الوزير"؛ وهو ما يناقض المعلومات التي يوردها لدى وصفه للخان في موضع آخر من كتابه. انظر الغزّي، نهر الذهب، 2: 155.