المسقط المعماري

[مصدر الصورة: © 1954 غير معروفة النسبة]

تحتل التكية قطعة أرض كبيرة إلى حد ما. تقدم اللوحة التي سبق ذكرها إلى جانب الضرورات الطقسية للطريقة المولوية بعض التلميحات حول تصميم ما قبل القرن التاسع عشر. تتكون المجموعة المعمارية من قاعة سمعخانة مستطيلة الشكل ومقببة على الجانب الشرقي من الصحن، وفيها كانت تقام مراسم الطريقة المولوية، فتلة الدراويش الشهيرة (الشكل 1). لم يتم تأريخ المبنى بنقش، ولكن تصميمه المعماري وزخرفة الواجهة بحجارة الأبلق الأصفر والأسود الذي يذكّر بالعمارة المملوكية، هو نموذج للعمارة العثمانية المبكرة جدًا في حلب. [1]

الشكل 1: التكيّة المولوية، واجهة السمعخانة القديمة [مصدر الصورة: © 1979 ميشائيل ماينيكة]
الشكل 2: التكيّة المولوية، المسقط الأرضي [مصدر الصورة: © غير معروفة النسبة]

تعرض اللوحة أيضاً عدداً من الأجزاء (الخلوات) على الجانب الشرقي من الصحن والتي كانت تستخدم كمكتبة. تحتوي غرفتان أصغر حجماً على بعض القبور، من بينها قبر الشيخ عبد الغني دَدَه (انظر أدناه).[2]

يؤكد الغزّي على الجمال والعمارة الرائعة للمباني المجاورة لنهر قويق والبساتين، والتي تتوافق تماماً مع اللوحة الجدارية في حماة.[3] (الشكل 2)

في عام 1250 / 1834-35 سافر الشيخ عبد الغني دده إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية لجمع الأموال لبناء سمعخانة جديدة والتي تم الانتهاء من بنائها عام 1261 / 1845-46. (الشكل 3) هذا الإنشاء المركزي المستطيل الشكل ذو القبة هو اليوم أكبر مبنى في مجمّع المولوية. تتشكل واجهته الخارجية من طابقين من النوافذ الضخمة التي تنيرالداخل. ولكونه مركز حياة المجمع، فقد كان المكان الذي يتم فيه الاحتفال برقصة المولوية الشهيرة (وتسمى مقابلة). يتوافق التصميم الداخلي مع مستلزمات هذه الطقوس: تم رفع شرفة الأوركسترا والمغنين (منشدين) فوق المدخل في الزاوية الشمالية الشرقية (الشكل 4).[4] المقابلة نفسها كانت تقع في الطابق الأرضي أسفل القبة، مع وجود الشيخ كزعيم روحي، وربما كان يقف بالقرب من محراب الصلاة على الجانب الجنوبي، في مواجهة الدراويش. (الشكل 5) مع شرفات خشبية ناتئة سابقاً من الجدران الشرقية والغربية. كان الجمهور مرحب به وساهم في شعبية الطريقة. لهذا السبب، نجد أوصافاً لرقصة الدراويش في عدد من كتب الرحلات الأوروبية.
الشكل 3: التكيّة المولوية، واجهة السمعخانة الجديدة [مصدر الصورة: © 2005 لمياء الجاسر]
الشكل 4: التكيّة المولوية، شرفة المنشدين في السمعخانة الجديدة [مصدر الصورة: © 2005 لمياء الجاسر]
الشكل 5: التكيّة المولوية، داخل السمعخانة الجديدة [مصدر الصورة: © 1979 ميشائيل ماينيكة]
يتألف الجزء الغربي من المجمّع، باتجاه نهر قويق، من ممر واحد (رواق) من الغرف الصغيرة. شيد خليفة الشيخ عبد الغني، أمل دده، طابقاً ثانياً فوق هذا الرواق ومطبخاً جديداً حوالي عام 1320 / 1902-03. يخبرنا الغزّي أن أمل دده نفسه بدأ الاحتفال بصلاة الجمعة في السمعخانة عام 1315 / 1897-98، وبذلك فتح التكيّة لسكان الأحياء المجاورة.[5] تعود المئذنة فوق مدخل المجمع أيضاً إلى نهاية الفترة العثمانية.[6] (الشكل 6)
إلى الشرق من السمعخانة الجديدة، تقريباً بين القديمة والجديدة، نجد مقبرة التكيّة، التي تعرض عدداً من شواهد القبور الجميلة من نهاية العهد العثماني، مما يؤكد مرة أخرى أهمية التكيّة المولوية بالنسبة للموظفين العثمانيين. توجد نافورة إلى الشمال من المقبرة، والميضأة والمرافق الصحية موجودة اليوم في الجانب الشمالي من المجمع. (الشكل 7)
الشكل 6: التكيّة المولوية، المدخل الرئيس والمئذنة [مصدر الصورة: © 2005 لمياء الجاسر]
الشكل 7: التكيّة المولوية، شواهد القبور في الصحن [مصدر الصورة: © 2011 عصام حجار]