الترميم والإصلاح

[مصدر الصورة: © 2018 نبيل كسبو]
تعرض الجامع الكبير في حلب للدمار عدة مرات عبر التاريخ، بسبب الحروب والحرائق والزلازل، وتم ترميمه وإصلاحه بشكل دائم.
 في القرن 2 هـ/ 8 م تعرض الجامع للدمار على يد العباسيين خلفاء الأمويين بالحكم. ثم في القرن 4 هـ/ 10 م، تم تدمير الجامع من قبل البيزنطيين بقيادة الإمبراطور نقفور الثاني فوكاس.[1]
  1. تم أول إصلاح للجامع من قبل الحكام الحمدانيين في القرن 4 هـ/ 10 م (انظر الشكل 2 مع الأرقام القادمة تباعاً). ذكر المؤرخ الحلبي ابن شداد (684هـ/ 1285م)  وجود نص كتابي على قبة الميضأة الكبيرة، يحتوي اسم سيف الدولة الحاكم الحمداني الشهير والتاريخ 354 هـ/ 965 م.[2] وبحسب مؤرخ حلب الغزّي فإن هذا النص قد أزيل في القرن العشرين (1933)، لأن شكل قبة الميضأة الحالي يعود للفترة العثمانية.[3]
  2. أنشأ السلاجقة مئذنة الجامع الكبير في القرن 5 هـ / 11 م، ومن المعتقد أنها بديل لمئذنة أقدم.[4]
  3. في القرن 6 هـ/ 12 م تسبب هجوم الاسماعيلين وكذلك حدوث بعض الزلازل بأضرار في المئذنة والجامع، لذلك قام نور الدين الزنكي بترميم الجامع واستبدال العديد من أحجار أعمدة الأروقة بأحجار من مقلع بعاذين [5] الواقع شال شرق حلب، وقام أيضاً بتوسعة الجزء الشرقي لقبلية الصلاة.[6]
  4. جدد السلطان الأيوبي الظاهر غازي ( 613 هـ / 1216 م) تكليس الجدار الجنوبي لقبلية الصلاة و تم إصلاح سقف الرواق الغربي في عهده.[7]
  5. في القرن 7 الهجري/ 13 الميلادي وبعد الهجوم المغولي من قبل هولاكو خان تضرر الجامع الكبير فقام المماليك بإعادة بنائه بشكل شامل وتم استبدال السقف الخشبي للقبلية بالتسقيف بواسطة الأقبية المحمولة على دعامات.[8] تم استبدال المحراب من قبل السلطان المملوكي قلاوون، وتم ذكر اسمه فوق المحراب الحالي، مع اسم والي حلب الأمير المملوكي قراسنقر الجوكندار والتاريخ 684 هـ/1285 م (انظر الصورة 8):
         بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارته بعد حريقه مولانا السلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون أعز الله نصره
بالإشارة العالية المولوية الأميرية الشمسية قراسنقر الجوكندار الملكي المنصوري.
كافل المملكة الحلبية المحروسة أثابه الله وحرسه وتملا من عنده في رجب سنة أربع وثمانين وستمائة[9]
 
جدد قراسنقر المقصورة – منطقة مغلقة للاستخدام الخاص في قبلية الصلاة، الواقعة غرب المحراب الرئيسي [10] والتي لاوجود لها اليوم.
  1. يعود المنبر الخشبي البديع للفترة المملوكية بحسب النقش الكتابي عليه، الذي يذكر اسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون ( 741هـ/1341م) ويحتوى المنبر اسم صانعه محمد بن علي الموصلي.[11]
  2. كانت هناك مقصورة أخرى أقيمت غرب مقصورة قراسنقر ودعيت مقصورة الوالي، ولا وجود لها أيضاً في يومنا لها. [12]
  3. باب غرفة الخطيب يتشابه مع المنبر الخشبي والواقع إلى يمينه، ويعلو الباب نص نحت بالحجر ويذكر ترميم الغرفة من قبل الأمير المملوكي يلبغا خلال فترة حكم السلطان الصالح عماد الدين أبي الفدا إسماعيل في 746هـ /1345م.[13]
  4. تم استبدال السقف الخشبي للرواق الغربي للصحن بأقبية حجرية خلال فترة الحكم المملوكي القرن 15 الميلادي.[14]
  5. عند الفتحة الأخيرة للرواق الشمالي باتجاه الشرق يوجد باب يؤدي إلى خارج الجامع وهو مزخرف بنمط الأبلق المملوكي (تناوب أحجار البناء السوداء والبيضاء والصفراء) وهذا الباب هو ما تبقى من مدرسة دار القرآن العشائرية (انظر الشكل 9) [15]، التي قام الغزّي بوصفها، مما يدل على أن المدرسة كانت ماتزال قائمة في العشرينات من القرن الماضي.[16]
  6. خلال الفترة العثمانية تم تنفيذ العديد من عمليات الترميم من قبل الحكام العثمانيين ومتبرعين غير معروفين لترميم قبلية الصلاة من الداخل والخارج وصحن الجامع والأروقة. في العام 996 هـ/1587-88 م تم إنشاء محراب داخل قبلية الصلاة إلى جانب المدخل الجنوبي من قبل قاضي حلب حسب النص الكتابي الموجود على الدعامة المجاورة، ولم يعد هذا المحراب موجوداً اليوم. وذكر الباحث الألماني هرتزفيلد نصاً آخر داخل مقصورة القاضي ينسب للأمير المملوكي يلبغا.[17]
  7. أُعيد بناء بوابة مدخل قبلية الصلاة في العام 1039 هـ/1629-30 م كما ورد في النقش الكتابي مع اسم السلطان مراد الرابع والوزير الأعظم غازي خسرو باشا (انظر الشكل 10).[18]
  8. تم إصلاح تبليط أرضية الصحن في عام 1042 هـ/1632-33 م. [19]
  9. رُممت غرفة ضريح النبي زكريا وزُخرفت وذُكر ذلك في النص الكتابي المطول الموجود فوقها مع التاريخ 1120هـ/1798 م.[20]
  10. تضررت واجهة قبلية الصلاة بسبب الزلزال الكبير في عام 1237 هـ/1822 م، وتم ترميمها في نفس السنة.[21]أضيفت مزولة أفقية في صحن الجامع في عام 1297 هـ/1881 م حسب ما نقش عليها.
  11. تدمّر الرواق الغربي وأعيد بناؤه من قبل جميل باشا حاكم حلب بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني وتم ذكر اسميهما في النقش الكتابي على الرواق والتاريخ 1302هـ/1884 م.[22] وقام جميل باشا بتجديد قبة الميضأة الكبيرة في تلك السنة أيضاً.[23]
  12. تمت توسعة الحجازية[24] الواقعة في الزاوية الشمالية الشرقية لصحن الجامع بتاريخ 1326 هـ/1908 م كما ورد على النقش الكتابي[25] فوق مدخل الباب، وتستخدم هذه القاعة حالياً لصلاة النساء. وكان أول من ذكر الحجازية هو المؤرخ الحلبي سبط بن العجمي (1479).[26]
  13. جُدد الباب الجنوبي لقبلية الصلاة خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني 1327 هـ/1909 م كما ورد في النقش الكتابي فوق المدخل.[27]
  14. أُعيد بناء إفريز الرواق الشمالي بنمطه المملوكي ليكمل تتمة الأفريز الممتد على واجهات الأروقة الأربعة بتاريخ 1343هـ/1924-25 م أي في بداية فترة الانتداب الفرنسي في سوريا، وكان هذا العمل قد تم بواسطة مدير أوقاف حلب محمد يحيى الكيالي كما ورد في النقش أعلى الرواق الشمالي.
  15. في الخمسينات من القرن المنصرم أزيلت البيوت الواقعة شمال الجامع ليتسع المجال بين الجامع والطريق الحديث المسمى شارع الجامع الأموي. ويبدو أن مدرسة دار القرآن العشائرية قد أزيلت مع هذه التوسعة.
  16. جُدد الباب الشمالي للجامع بشكل كامل مع إضافة زخارف في عام 1953 وجُددت كذلك الواجهة الشمالية للجامع.[28]
  بين عامي 1999 و 2005 خضع الجامع الكبير لمشروع ترميم وإعادة توظيف شامل، خاصة المئذنة بسبب ميلانها 93 سم باتجاه شمال-شرق. قام المشروع بتقييم حالة الجامع لكل من الدعامات والجدران والأساسات والأرضيات... إلخ، مع الرفع المعماري، ووُثقت المئذنة بتقنية المسح التصويري (فوتوغرامتري) وبالنتيجة تم إجراء عمليات الترميم والصيانة اللازمة. أشرف على المشروع لجنة من المختصين تم تكليفها لهذا الغرض، وتم اتخاذ القرار بتقوية وتدعيم المئذنة مع المحافظة على ميلانها.
بدأت المعارك في حلب القديمة سنة 2012  وتعرض الجامع مراراً للضرر. إن مئذنة الجامع التي انتصبت لأكثر من 900 عام ونجت من زلزال حلب العظيم عام 1822 سقطت خلال المعارك في عام 2013.
الشكل 7. الجامع الكبير، المئذنة، نقش التأسيس على قاعدة المئذنة [مصدر الصورة: © 2009 رامي الأفندي]