التطور عبر الزمن ووقف المؤسسة

[مصدر الصورة: © 2005 جان-كلود دافيد]
أوجدت ضيفة خاتون المؤسسات كمدرسة لتدريس المذهب الشافعي وخانقاه في نفس الوقت والتي هي مؤسسة للصوفيّين. ويبدو أنها خططت أيضاً لإنشاء مدفن لعائلتها. في وقت لاحق غير محدد، ولكن وفقاً لسبط ابن العجمي فإنه بعد فترة وجيزة من التأسيس، تم إدخال صلاة الجمعة الجماعية في المدرسة، وتحويلها إلى جامع وإضافة نشاط جديد لهذه المؤسسة المتعددة الوظائف فعلياً.[1]
في وقت لاحق أضيفت مئذنة، ربما أواخر الفترة العثمانية أو حتى في فترة ما بعد العثمانيين، مما يؤكد دورها كجامع لحيّها والذي ربما قامت به المؤسسة خلال معظم القرون الماضية.[2]
للأسف فإن المعلومات المتعلقة بوقف المؤسسة ليست وفيرة. من المفترض حسب حجمها والرعاية الإمبراطورية أن يكون لها وقفاً غنياً. وتشير المصادر التاريخية إلى أن أراضي قرية كفر زيتا الواقعة بين حلب وحماة كانت ضمن هذا الوقف، بالإضافة إلى ثلثي مطحنة تقع في نفس القرية[3]. لدينا بعض المعلومات حول الوقف خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. تخبرنا وثيقة لحساب وقفيّ تعود لعام 1165 / 1751-52 أن الممتلكات الأصلية للوقف من أيام ضيفة خاتون كانت لاتزال محفوظة بعد أكثر من خمسمائة عام. وتشكل مزرعة كفر زيتا الحصة الأكبر من إيرادات الأوقاف بحوالي 80 قرشاً، ويتم الحصول على الإيرادات المتبقية والبالغة 12 قرشاً من أجور الطحن لمطحنة في كفر زيتا والكروم  بالإضافة إلى دار واحدة  قريبة من المدرسة. هذه هي على الأرجح الأرض المحيطة بالمدرسة والتي سبق أن ذكرها المؤرخان ابن شدّاد وسبط ابن العجمي ضمن ممتلكات الوقف. وبالتالي قد نفترض أن المؤسسات لم تحصل على أصول إضافية منذ تأسيسها (على عكس معظم جوامع الأحياء في حلب، راجع جامع شرف و جامع المشاطيّة، على سبيل المثال، والتي أمكنها دائماً الحصول على أصول جديدة). ومع ذلك، تظهر وثيقة الحساب أن المؤسسات كانت تعمل بشكل جيد؛ ومايزال اسمها المدرسة ("مدرسة الفردوسية")، وتوظف مدرّساً براتب مرتفع إلى حد ما يبلغ 24 قرشاً. الموظفون الآخرون هم إمام، وخطيب، وثلاث وظائف غير دينية هي: القيّم (البوّاب)، المتولي (المدير)، الناظر (المفتش).[4] ولاتزال توظف المدرّسين بعد أكثر من خمسة قرون على تأسيسها، ويؤكد منصب الخطيب دورها كجامع للأحياء المجاورة.
هناك حساب وقفيّ آخر يعود تاريخه إلى عام 1252 / 1836-37 يشير إلى بعض التطور: أملاك الوقف مشابهة إلى حد ما. لا يبدو وجود أية أصول إضافية دخلت الوقف. من ناحية المصاريف، لم يعد هناك ذكر للمدرّسين، والمؤسسة تسمى الآن "جامع الفردوس" .[5]
من غير الواضح أين يقع مكان الدفن الأصلي للمدرسة، الذي كان من المقرر أن يستقبل قبور عائلة ضيفة خاتون. لكن في وقت لاحق، تم إدخال قبرين في الغرفة الواقعة شرقي قاعة الصلاة، أحدهما – كما يخبرنا نقش ذكره المؤرخ الغزّي - هو قبر الإمام علي بن أبي طالب، والذي نقله سيف الدولة الحمداني من النجف في عام 317 / 929-30. النقش مؤرخ في 1310 / 1892-93. يشير هرتزفيلد إلى أن سيف الدولة سيطر على حلب فقط في عام 333 / 944-45 ويستنتج مع الغزّي إلى أن نقل نعش علي إلى حلب مخالف لكل الأدلة التاريخية.[6]
يدرج الغزّي المنطقة المحيطة بالمدرسة كأحد أحياء حلب المسماة "حارة الفردوس" والتي كانت تضم 15 منزلاً و 92 ساكناً في أوائل القرن العشرين.[7]