الموقع والتنظيم العمراني

[مصدر الصورة: © 1920 كريزويل]

يقع جامع التونبغا الناصري جنوب شرق القلعة عند تقاطع شارع ابن شداد وشارع سعيد بن العاص وشارع مسلمة بن عبد الملك، والذي يقع فيه أيضاً جامع ابن الأطروش.[1]

تحدد كتب تاريخ المماليك مكان الجامع بقرب الميدان الأسود، وتعني المكان الأسود.[2] وعلى مقربة من خندق الروم الذي حفره البيزنطيّون في شرق المدينة،[3] والذي لحق به سور التحصينات في الأجزاء الشمالية والشرقية من المدينة.[4]

بينما يفترض ماينيكة أن الجامع قد بني في الجنوب خارج الأسوار[5] ، تؤكد كتب تاريخ المماليك أنه قد تم تأسيسه داخل أسوار المدينة وأنه كان أول جامع بعد الجامع الكبير تقام فيه صلاة الجمعة[6]. علاوة على ذلك، يفترض ماينيكة أن الحي المحيط به تطور خلال فترتي ولاية التونبغا 714-727 / 1314-1327 و731-739 / 1330-1338.[7]

ومع ذلك تشير عمارة الجامع إلى أنه كان يقع قريباً من حدود المدينة، ولكن داخل الأسوار يقول هرتزفيلد إن الجدار الشرقي للجامع كان بالفعل هو سور المدينة.[8] تدعم هذا التأكيد حقيقة أن تصميم هذا الجدار أكثر صلابة من الجدران الخارجية المتبقية.[9] علاوة على ذلك، يشير نقش البناء الموجود على هذا الجدار، والمؤرخ في جمادى الثانية 903/ كانون الثاني – شباط 1491، إلى ترتيب بناء سور المدينة في عهد السلطان المملوكي الملك الناصر أبو السعادات محمد (حكم في 901-904 / 1496-1498)، نجل السلطان السابق الملك الأشرف قايتباي، من قبل حاكم حلب جانبلاط تحت إشراف سيف الدين مصرباي، حاكم قلعة حلب.[10] يحتوي هذا الجدار كوّة مع فتحة لرمي السهام.[11] علاوة على ذلك، هناك إشارات تشير إلى أن الجامع كانت له وظيفة دفاعية داخل أسوار المدينة.

أخيراً، إن موقع الجامع داخل سور المدينة والذي أكّده ابن الشحنة يؤكد أن المدخل الشرقي للجامع يؤدي إلى خارج المدينة بواسطة جسر.[12]

 

الشكل 1: الجدار الشرقي للمسجد: كوّة مع فتحة لرمي السهام [مصدر الصورة: © ميريام كون]