تقييم الضرر

بقلم: علاء حداد، عصام بللوز، رامي الأفندي

[مصدر الصورة: © 2013 مجموعة متحف الفن الإسلامي]

ملخص حالة التراث الحضاري المبني [تشرين الثاني/ نوفمبر 2017]

لقد تعرضت أغلب مباني مجمّع الخسروية لدمار شديد ناتج عن انفجار عبوة ناسفة في نفق تحت المبنى، بينما لم تُصب الرواق الشمالي وأجزاء من الجناح الغربي "سوى" الأضرار. وماتزال أقسام من المباني تحت الركام، إضافة إلى القسم الأعظم المفقود. وتقدر نسبة الدمار بحوالي 80% من الموقع. ونعتقد أن الانفجار قد تم في أيار 2014، مخلفاً مخروطاً ذو فوهة بقطر يقارب الـ 35 متراً، يقع مركزها تحت قاعة الصلاة، أي مبنى حرم الجامع المقبب (القبلية) الذي أصبح أثراً بعد عين. ومن المرجح أن تكون المباني الواقعة فوق مركز الانفجار قد فُقدت حتى أساساتها، بينما أن عناصر وأجزاء غيرها قد بقيت فيما عدا ذلك، بشكل يسمح بترميمها أو إعادة إعمارها. ولم تُتخذ لتاريخه أية إجراءات بعد في سبيل حماية وإدارة الركام. وبالتالي فإننا نقترح هنا القيام بالتدخلات العاجلة للحماية وتنظيم عناصر المبنى المتناثرة (الركام). (أنظر أدناه: مقتطفات من التقرير المطول).

الخسروية، مخطط أقسام المبنى [مصدر الصورة: © مشروع تقييم الضرر عن أتتيلو بيتر وكويلي وجوليا أناليندا نيجلا ولمياء جاسر، مشروع توثيق التراث السوري 2017]

جدول الأحداث الزمني

2013، تموز/يوليو
أضرار مختلفة نتيجة أعمال قتالية في القسم الغربي من الرواق الشمالي، تظهر في مقطع تسجيلي (على قناة اليوتيوب/ عن قناة سما التلفزيونية، بتاريخ 03.07.2013).

2014، أيار/ مايو
يتحدث ناطق من "ألوية صقور الشام" (الجبهة الإسلامية)، متواجد ضمن نفق مخصص لتفجير ما تبقى من فندق الكارلتون، عن فرع ثان للنفق خُزّنت فيه كمية 15 طناً من المتفجرات مستهدفة خان الشونة، المجاور شمالاً لموقع الخسروية، بهدف تفجيرهما المتواقت. لكن واقع عدم تعرض الخان للتفجير يسمح بافتراض أن موقع الخسروية قد أصابه الدمار "بالخطأ"، إضافة إلى أن أية جهة لم تعلن عن مسؤوليتها عن تفجيره. (شبكة حلب نيوز في مقطع تسجيلي على قناة اليوتيوب، بتاريخ 08.05.2014).

2014 آب/ أغسطس
ظهر مخروط انفجار كبير يغطي قسماً كبيراً من موقع مدرسة وجامع الخسروية على صورة بالأقمار الصناعية، وهو ناتج على الأغلب عن تفجيرعبوة متركزة تحتها (مصدر الصورة شركة ديجيتال غلوب/Digital Globe بتاريخ 29 تموز، ونشرت من قبل مشروع حماية التراث في منظمة آسور/ASOR الأمريكية في تقريرها رقم 01، الصفحة 19 بتاريخ 11.08.2014).  

2014 تشرين الأول/ أكتوبر
كشفت صور ملتقطة من قلعة حلب (شمال الموقع) حجم الدمار الكبير الذي تعرض له موقع الخسروية (المراسل الإعلامي شادي الحلوة في صفحته على الفيسبوك، نشر بتاريخ 02.10.2014)، ويؤكده مقطع تسجيلي على قناة اليوتيوب مأخوذ من الجنوب (منظمة حماية الآثار السورية/ APSA بتاريخ 17.10.2014). وتؤكد الدمار في الموقع صورة بالأقمار الصناعية (بتاريخ 22.10.2014) استخدمها تقرير برنامج UNOSAT التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) والعامل على تقييم وضع مواقع التراث الثقافي في سوريا بواسطة الأقمار الصناعية (CHS-Syria) المنشور في كانون الأول/ ديسمبر.

2017 شباط/ فبراير
يبدو أن بعض أقسام المجمّع لم تتعرض للدمار الكامل، مثل قاعة المحاضرات المتوضعة ضمن مسجد المدرسة الصغير في جنوب غرب الموقع، وذلك من تحليل شريط تسجيلي للمدينة القديمة ملتقط من طائرة مسيرة (وزارة السياحة اقتباساً من شركة إيكونيم على قناة اليوتيوب، بتاريخ 22.02.2017).

2017 تشرين الثاني/ نوفمبر
تدعم بعض الصور الفوتوغرافية احتمال وجود مزيد من فراغات المباني وعناصر الإنشاء مطمورة تحت الركام.

 

الخسروية، مخطط الضرر [مصدر الصورة: © مشروع تقييم الضرر عن أتتيلو بيتروكويلي وجوليا أناليندا نيجلا ولمياء جاسر، مشروع توثيق التراث السوري 2017]

تصنيف الموقع [ تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 ]:

لا يمكن تصنيف مجمّع مدرسة وجامع الخسروية، حتى مبدئياً وقبل الحصول على نتائج توثيق دقيق لعناصر المباني، ضمن "فئة التوصية بتقييم عام 3" (RC3)، أو القيام بـ "إصلاحات أساسية بناءً على التشخيص"، بسبب حجم الفقدان الكبير لأقسام أساسية من مباني الموقع مثل قاعة حرمه ذات القبة الكبيرة ومئذنته. لذلك يدرج الموقع ضمن "فئة التوصية بتقييم عام 4" (RC4)، أي اتخاذ "قرار الإزالة أو الحفظ وإعادة البناء". ويلعب هنا التعامل الممنهج مع الركام والبقايا دوراً مفصلياً لتفادي مخاطر فقدان عناصر معمارية أصيلة ضرورية لعملية إعادة إعمار المواقع!

التوصية بالتدخلات العاجلة (توصيات عامة):

أعمال الحماية الإسعافية (أو تدابير الدعم والتعزيز):

تسوير العقار أو أجزاء منه، أو حمايته من الدخول غير المُصرح به.
تركيب الإنشاءات الداعمة للعناصر الأساسية والمهمة إنشائياً (كالجدران أو الأعمدة إلخ) بوصفها ضرورة قصوى لسلامة المبنى وللحد من تساقط المواد لسلامة الحركة 
(المسؤولية: المهندس المدني، والدارس الإنشائي)
إزالة المواد المخلخلة والساقطة، ثم ترتيبها/تطبيقها في الموقع أو تثبيتها (بشكل مؤقت) بالوسائل المناسبة.
(المسؤولية: المعمار، المرمم)
يتوجب، في حالة تضررها، تغطية الأقسام الداخلية (مواد الحشو) المكشوفة من الجدران والإنشاءات لحمايتها من الأمطار وعوامل الجو، حيث أن انتفاخها بسبب التشرب بالمياه سيؤدي إلى أضرار لاحقة، وذلك عبر تغطيتها بالشوادر مثلاً؛ وينطبق المبدأ ذاته على الأجسام والسطوح الحساسة للرطوبة أو الشمس، كالمساحات اللونية والرسومات والجص إلخ.
التعامل مع ركام المباني:
من الواجب المطلق ترك الركام في مكانه لحين البدء بعملية الفرز والترحيل! وإن تعذر تركه فالتجميع في المكان بطريقة موصوفة (مكان مفتوح أو مخزن).
تغطية الركام "في مكانه" بالشوادر (أو الرمل) كحل قصير المدى حين تعذر القيام بتدخلات عاجلة.
الحماية بالرمل في الحد الأدنى، والأفضل بواسطة هيكل إنشائي مؤقت (سقالات مغطاة بسطح حماية) للمدى الطويل قبل التدخل.

قاعدة عامة: يتوجب قبل كل شيء تفحص الموقع أو تخليته من بقايا الذخائر والمتفجرات.