الديكور الداخلي والمعماري

[مصدر الصورة: © 2003 شتيفان هايدمان]

يؤدي ممر منحن إلى الصحن ( 10 × 12 م) الذي يشكل مركز الجزء الغربي الرئيس من المجمّع. تقع قبلية الصلاة في الجنوب ويقابلها إيوان ضخم ذو أقواس عالية مدببة، توجّه الصحن على المحور الشمالي الجنوبي، بينما يبدو الجانبان الآخران تابعين وأقل أهمية، ويحتويان على صفوف من الأبواب والنوافذ على طابقين. يتوسط الصحن حوض ماء. في حين أن التصميم الخارجي مثمن في المسقط، فإن الحوض نفسه له شكل صدفي. لقد تطورت هندسته من نجمة ثمانية الرؤوس بعد تعديلها بإضافة أنصاف دوائر إلى كل من الخطوط الستة عشر لمحيطها. التأثير المرئي للجوانب المنحنية واضح ومتنوّع. يمكن رؤية نفس التصميم على الحوض في صحن مدرسة الفردوس.

الشكل 4: الصحن باتجاه الشمال، والإيوان وحوض الماء [مصدر الصورة: © كورن 1995]
الشكل 5: حوض الماء في الصحن [مصدر الصورة: © كورن 1995]
تتبع قبلية الصلاة مخططاً تم ترسيخه في فن العمارة الزنكيّة والأيوبيّة في حلب. ينقسم مسقطها المستطيل الشكل إلى ثلاثة أقسام؛ الفسحة المركزية مغطاة بقبة، بينما الأقسام الجانبية مغطاة بعقود اسطوانية عادية مدببة. وبهذه الطريقة، يتم تمييز الفسحة أمام المحراب من خلال ارتفاعها وشكلها المعماري الأكثر تعقيداً. ومع ذلك فالقبة ترى من الصحن بصعوبة، لأنها مخفية خلف حاجز واجهة الصحن المستطيلة البسيطة. تربط ثلاثة أروقة مدببة ضخمة قبلية الصلاة بالصحن. وقد تم إدخال عوارض خشبية ضمن الحجارة لفصل القوس عن الفتحة المستطيلة أسفله. من المفترض أن الغرض من هذه العناصر الخشبية هو أن يكون لها وظيفة إنشائية، كفواصل عزل في حالة الزلازل وكذلك عوارض ربط للأروقة.
 استخدمت داخل قبلية الصلاة خلايا المقرنصات في منطقة انتقال الفسحة المركزية، للتوسط بين المسقط الأرضي المربع والرقبة المثمنة التي تحتوي نوافذ مستطيلة في كل جانب، حيث يوضع عليها هيكل القبة. بغض النظر عن هذه التفاصيل المعمارية، فإن جميع الأسطح من الحجارة الكلسية غير مزخرفة. ربما كان مقرراً إكساء الجدران الداخلية لقبلية الصلاة بالجص، لأن قص أحجارها أقل دقة من واجهات الصحن.
يختلف المحراب أيضاً عن الأسطح البسيطة بمواده وطريقة نحته. إنه مكسوّ بألواح رخامية مختلفة الألوان؛ يمكن رؤية التفاصيل الدقيقة في العناصر المستديرة الثلاثة في قمة قوسه، وفي الأعمدة على كلا الجانبين مع ترصيعهم الرخامي الناعم (أو "الكوزماتسك"). تحيط الزخارف المنحوتة بكامل المحراب بإطار مستطيل وتستمر من خلال نصف دائرة حنية المحراب كأساس وكورنيش. بين هذه الحليات الأفقية، وضعت أعمدة الرخام تأكيداً على زوايا المحراب. إن تيجانها هي العناصر الأكثر زخرفة في هذه الغرفة (وفي الواقع في المبنى بأكمله). بالنظر إلى زخارفها ونسبها، ينبغي تصنيف هذه التيجان على أنها عناصر من بقايا مبنى صليبي أعيد استخدامها في هذه الخانقاه. يمكن رؤية تيجان مشابهة استخدمت في محراب الجامع الأقصى في القدس عندما تم ترميمه في عهد صلاح الدين بعد عام 1187 م،[1] وكذلك التيجان التي أعيد استخدامها في تكية - جامع أصلان داده في سويقة على بحلب، على الرغم من أن ذلك قد يكون إعادة استخدام ثانوي.[2]
الشكل 9: جدار القبلة مع المحراب [مصدر الصورة: © كورن 1995]
الشكل 10: تفاصيل المحراب [مصدر الصورة: © كورن 1995]
كما أن الزخارف الرخامية لهذا المحراب لها نظيراتها في المباني الأيوبية الأخرى في حلب. يمكن العثور على أقرب شبيه في المدرسة الكاملية خارج السور، وهو مبنى يمكن أن يرجع تاريخه أيضاً إلى عام 630 هـ / 1230 وربما تم تأسيسه كخانقاه أيضاً.[3] أضيفت في واجهة الصحن ألواح خشبية على الجانب السفلي من العوارض في الأروقة، مزينة بنمط نجمي متداخل. هذه البقايا من التركيبات الخشبية يمكن أن تكون بمثابة تذكير بأن عمارة هذا المبنى لم يكن من المفترض أن تكون متقشفة كما هي الآن، ومقتصرة على مكوناتها الحجرية، ولكن مصاريع الأبواب الخشبية المزخرفة والنسج المتدلية كانت موجودة في الأصل لإحياء مظهرها الخارجي.
 
تعود الأبواب والنوافذ على الواجهات الجانبية للصحن إلى حجرات ربما كانت بمثابة فراغ سكني لقاطني الخانقاه. كانت هذه الحجرات الصغيرة كافية لنوم شخص واحد أو شخصين فقط، أو ربما للإعتزال أثناء ممارسة الزهد. ومع ذلك، يتيح أحد الأبواب على الجانب الشرقي من الصحن الوصول إلى ممر يؤدي إلى صحن ثانٍ، وهو عبارة عن قاعة مربعة نصف مغطاة تقريباً بفتحة كبيرة في مركز عقدها المتقاطع. وهي بمثابة مصدر لأضاءة الحجرات المجاورة وإيوان صغير الحجم. يبدو أن الممر من الصحن المركزي قد امتد إلى خارج هذا الجناح، ربما لإتاحة الوصول إلى جزء آخر من الخانقاه، لكنه مسدود في الوقت الحالي. تنطبق الحالة ذاتها على الجانب الشرقي من ممر الدخول خلف المدخل. 
إن ما يحتمل أن يكون الربع الشمالي الشرقي للمجمع يشغله الآن مبنى مجاور. يمكن التكهن فقط فيما إذا كان يحتوي على المزيد من الحجرات للسكان أو ربما وحدة سكنية أكبر إما للضيوف أو لرئيس الخانقاه.