السياق الاجتماعي في العصر المملوكي عند ابن العجمي

[مصدر الصورة: © 1983 جان-كلود دافيد]
ابن العجمي ليس مصدراً قيّماً للسمات المعمارية وتأريخ الجامع فحسب، ولكن أيضاً لإدراكه السياق الاجتماعي لبنائه ووقفه في العصر المملوكي. فهو يذكر أنه كان يوجد في موقع الجامع سابقاً مكان يبيع الخمر.[1] ويعلق ابن العجمي قائلاً كانت إرادة الله أن يوقف منكلي بُغا ذلك ببناء الجامع وإعطائه وقفاً كبيراً.[2] ومن هذه الأوقاف مخطوطات ثمينة كانت محفوظة في خزائن الجامع والتي يعتبرها ابن العجمي من روائع النجارة. ويذكر اسم حرفي بعينه هو الشيخ فريكة[3].
تم استثمار أجزاء أخرى من الوقف في الموظفين. وحظي أساتذة الحديث في الجامع بثناء خاص. وكان من بينهم والد ابن العجمي مما يفسر معرفته الداخلية ببناء الجامع والأوقاف والعاملين فيه. يثني ابن العجمي على الأصوات الجميلة للإمام والمؤذنين الإثنين.[4]
 
كما أفاد أن الحلبيين وإداريي الجامع في فترات لاحقة قد قدّروا هذا الجامع، معربين عن ذلك من خلال حماية الجامع وإعطائه باستمرار هدايا ثمينة.[5] وهكذا يلاحظ ابن العجمي أنه في الوقت الذي كانت فيه قوات تيمور تنهب حلب، فإن إرادة الله وبركة المؤسس قادا شخصاً ما إلى الاستقرار في الجامع، واعتقل من ينهبون الجامع.[6] ويضيف بعد ذلك بقليل أن أعيان الحي (ومنهم ابن الافتخار الذي تبرع بدلو نحاسي كبير كان معلقاً عند البوابة ليتمكن الجميع من الشرب) جلسوا أمام البوابة واحترامهم منع حدوث أي شيء للجامع.[7]
فيما بعد أرسل خشقدم، الذي أمر أيضاً بأعمال الصيانة في هذا الجامع، مصابيح للجامع مذهبة وغير مذهبة من دمشق.[8] يذكر ابن العجمي أن مديري المساجد فيما بعد والعديد من أعيان المماليك قد وهبوا السجاد لهذا الجامع.[9]