الموقع والشبكة العمرانية

[مصدر الصورة: © 1978 ميشائيل ماينيكة]
شَغَل جامع الأطروش موقعاً مميزاً بالقرب من قلعة حلب على الجانب الجنوبي الغربي من حي الأعجام. ذكر ابن الشحنة (المتوفى عام 1485)، وهو مؤرخ حلبي من العصر المملوكي المتأخر، أن الجامع يقع بجوار سوق الخيل، والذي حل محل سوق الغنم.[1] أصبحت هذه المنطقة الكبيرة المفتوحة موقعاً لسوق الجمعة في الفترة العثمانية (من الـقرن 16 إلى الـقرن 20).[2] تُظهر صورة تاريخية (الشكل 4)، تعود على الأرجح  إلى أوائل القرن العشرين، أن  الجامع في ذلك الوقت كان محاطاً بمبانٍ على الجانبين الجنوبي والشرقي، في حين أن واجهته الشمالية مفتوحة أمام زقاق وواجهته الغربية تطل على ساحة واسعة.
الشكل 4: حلب، حي الأعجام، جامع الأطروش والساحة الفارغة لسوق الجمعة إلى الغرب [مصدر الصورة: بطاقة بريدية من مجموعة مي سكياس © (المصور غير معروف)، بداية القرن العشرين]
بالرغم من أن مؤرخ حلب الغزّي (المتوفى عام 1933) لا يقدم أية تفاصيل عن أوقاف آقبغا الأطروش، فقد حدد الممتلكات التي وقفها دمرداش الناصري وهي: 19 متجراً وقيسارية في المنطقة المجاورة للجانب الشمالي للجامع وباتجاه القلعة، وإلى الشرق من الجامع يوجد 14 متجراً، و22 متجراً في سوق القشّاشين (سوق تجار القش)، والمزيد من المتاجر في سوق البرادعيّة (سوق السروج). هناك أيضاً العشرات من المتاجر في مواقع متعددة في السوق المركزي وأسواق أُخْرَى، وأراضٍ زراعية خارج المدينة.[3]