كاتدرائية العذراء للروم الكاثوليك

[مصدر الصورة: © 2006 شتيفان فيبر]

بدأت رعية الروم الكاثوليك في حلب بجمع الأموال لبناء كنيسة خاصة بهم في عشرينيات القرن التاسع عشر. تم بناء المجمع الذي يضم الكنيسة وكذلك مقر رئيس الأساقفة ورجال الدين بين عامي 1834 إلى 1843. في خضم أحداث عام 1850 تضررت الكاتدرائية والمبنى المجاور لها جزئياً وتم ترميمهما فيما بعد.[1]استفاد الروم الكاثوليك في وقت مبكر من وجود أتباع جدد، يتحولون من الأرثوذكسية إلى كنيسة الروم الملكيين للكاثوليك. يعكس حجم الكنيسة مكانتها بحلول أربعينيات القرن التاسع عشر عندما انعكست زيادة الرخاء بين رعايا الطوائف الكاثوليكية في سوريا على النطاق الطموح للمشروع الجديد. إن هذه الكنيسة هي مثال آخر عن الكنيسة التي تشيّد وفق المعايير المعمارية السورية التقليدية. في عهد السلطان محمود الثاني (1808-1839) تم رفع القيود المفروضة على بناء الكنائس الجديدة. ولعل الميزة الأبرز في الكاتدرائية هي حامل الأيقونات الرخامي الفخم (الشكل 16)، وهو سلسلة رائعة من الأشكال والزخارف تفصل الحنية عن الصحن.

الموقع والشبكة العمرانية

لاتزال مجموعة الكنائس التي رآها ديلا فالي موجودة ضمن حي الجديدة، على الرغم من أن بعضها قد تغير مالكها أو تكريسها على مر القرون. هناك بقايا صغيرة من هياكلها الأصلية فوق مستوى الأرض. ربما تكون الزلازل قد تسببت في انهيار المباني السابقة وتعرض بعضها لأضرار جسيمة في الاضطرابات المعادية للمسيحيين في حلب في عام 1850.

التصميم المعماري

لا توجد لدينا مؤشرات مؤكدة حول تصاميم الكنائس الاصلية أو الكنائس الصغيرة، حيث تمت إعادة بناء جميع المباني لاحقاً أو إعادة تطويرها بشكل كبير.

التعديلات الوظيفية

تكاد لا توجد اليوم تقريباً أياً من الكنائس الأولى في الشكل الذي تم إنشاءها عليه لأول مرة. لدينا أيضاً معلومات قليلة حول كيفية إدخال التغييرات حتى اتخذت المباني شكلها الحالي في القرن الماضي.

على الرغم من عدم وجود اهتمام منهجي بتطور العمارة المسيحية في حلب  فإن العينة الموجودة في الجديدة ستعطي نظرة ثاقبة عن تطور نمط الكنيسة "السورية". اعتمد هذا النمط بشكل خاص على عناصر العمارة المملوكية، حيث تم تكييف الشكل المسيحي التقليدي "البازيليكا" بذكاء باستخدام عناصر من بينها "حجر اليشب" بألوان متباينة، والأقواس المائلة الجريئة، والمقرنصات كموضوع زخرفي، والقباب المرتفعة فوق المعبر.

الأهمية الإجتماعية والإقتصادية

لم يكن ديلا فالي الإيطالي الوحيد الذي زار الجديدة. فهنالك العديد من المقيمين والمسافرين الأوروبيين الذين زاروها ولكنهم نادراً ما أمضوا الكثير من الوقت في وصف ما رأوه خارج الأسوار أثناء بعثاتهم للتجارة أو الصيد. وكان الإستثناء هو الرحّالة الإيطالي أمبروسيو بيمبو، الذي قضى خمسة عشر شهراً في حلب في عام 1671-3 ، حيث زار ابن عمه، أحد أفراد جالية البنادقة. قام بيمبو برحلة إلى "بورغيو جوداديو"، وذلك أساساً لغرض "رؤية احتفالات قداسهم" لكنه لم يترك أي وصف للمباني الإفرادية. أشار في الكنيسة المارونية إلى أن الطقوس اتبعت ممارسة الكنيسة الرومانية لكنه أشار إلى أنها لم تكن باللغة اللاتينية بل في "الكلدانية".[2]

الوضع الراهن

تم الإبلاغ عن أضرار جسيمة خلال النزاع الأخير، بشكل أساسي نتيجة لما يقرب خمساً من متفجرات الأنفاق في منطقة ساحة الحطب. فعلياً جميع المباني في المناطق المحيطة مباشرة بالساحة دمرت أو تأثرت بشكل خطير بمتفجرات الأنفاق التي وصلت تأثيراتها حتى إلى الكاتدرائية المارونية. ويلاحظ أنماط أخرى من الأضرار مذكورة في أوصاف الكنائس الإفرادية أعلاه.

 

الشكل 16: كنيسة الروم الكاثوليك، حامل الايقونات [مصدر الصورة: © 2006 رامي الأفندي]