العمارة والزخرفة

[مصدر الصورة: © 2006 شتيفان فيبر]
الشكل 5: ضريح الظاهر غازي ويظهرمن الزاوية الجنوبية الشرقية للمبنى [مصدر الصورة: © 1999 يوليا غونيللا]
شغلت المدرسة السلطانية مساحة تبلغ حوالي 35 × 35 م، تبرز منها كتلة حجرية ناتئة في منتصف الواجهة الجنوبية، وواجهة الضريح في الطرف الجنوبي للواجهة الشرقية. تميز الجزء الخارجي من المبنى بمساحات كبيرة من الحجارة المنحوتة بدون زخارف أو نوافذ، مع أسطح مشغولة بنعومة في القسم المركزي من الواجهة الشمالية التي تحتوي على المدخل، وعلى جدران الضريح. ارتفعت قباب قبلية الصلاة والضريح إلى ارتفاع معتدل فوق السطح المنبسط.
بدت البوابة أقل من قيمتها بالنسبة لمؤسسة ملكية، حيث كان محرابها الكبير مغطى بحنية العقد بدلاً من غطاء المقرنصات. ومع ذلك، أشارت كتل العقد المرسومة بعناية وقوسها الأمامي إلى أن عمارة الواجهة قد تم تخطيطها وتنفيذها بعناية فائقة. فقط النقش الذي غطى بروز العقد من ثلاثة جوانب بدون إطار مناسب أعطى انطباعاً عن نص بارز بشكل غير متناسب مع المساحة المتاحة.[1]

تم تحديد المدخل على الأجزاء المجاورة من الجدار بحافة رقيقة في البناء الحجري. في أعلاه، تُوِّجَ بتجويف غائر مع نقش 620 هـ / 1223م ببروز مرتفع. فوق المدخل، وضعت المئذنة القصيرة تأكيداً رأسياً على المحور الأوسط للمبنى. من المحتمل أن يُنسب بدنها المثمن إلى العصر الأيوبي، في حين أن إفريز المقرنص كان بالتأكيد قد استبدل لاحقاً.[2] يمكن رؤية نظائر لمآذن أخرى مثمنة الشكل، والتي شيدت أيضاً في عهد الظاهر غازي، على ضريح يوشع في المعرة وعلى مقام إبراهيم في مقبرة الصالحين بحلب.[3] بعض المدارس الأيوبية بنيت لاحقاً في حلب بمآذن.[4]

الشكل 6: محراب المدخل مع نقش الوقف [مصدر الصورة: © 1995 لورنز كورن]
بصرف النظر عن المدخل، لم تكن هناك فتحات على الخارج سوى النوافذ المستطيلة الثلاث للضريح، إلى الشمال والشرق والجنوب. كل واحدة منها كانت بعتبة ضخمة مع قوس بارز أعلاها ونقوش بارزة. والنص نفسه مكرر على الجوانب الثلاثة. وقد سمّى المبنى باسم تربة الظاهر غازي. كان العنوان الرائع "منقذ بيت المقدس" (القدس الشريف) من أيدي الكافرين، هو التشريف الذي يلي اسم صلاح الدين الأيوبي والد الظاهر غازي. وشدد على إنجازات صلاح الدين الهامة، وبالتالي معززاً مجد ابنه. انتهى النص بالصيغة "قدّس الله روحهما ورحمهما، ورحم من ترحم عليهما". [5] وبفضل النقوش الثلاثة البارزة، كان الضريح هو الجزء المزخرف الوحيد من المبنى بصرف النظر عن المدخل. 
 
 
الشكل 7: واجهة قبلية الصلاة [مصدر الصورة: © 2008 شتيفان كنوست]
تم ترتيب الأجنحة الأربعة للمبنى حول صحن مستطيل الشكل أبعاده تقريباً 20 × 17 م. واصطفت الحجرات السكنية في الأجنحة الشمالية والغربية والشرقية بينما احتلت قبلية الصلاة وغرفتين مجاورتين إلى الغرب الجناح الجنوبي وكان موقع الضريح في الزاوية الجنوبية الشرقية. في هذا الترتيب، الناتج عن ترميم لافريه بعد عام 1944، كان الإيوان الإجباري غائباً. ويجب أن يكون موجوداً في التخطيط الأصلي، كما كتب تيري ألين.[6] مثل الخارج، اتسمت واجهات الصحن بالتقشف الممكن الأكثر صرامة. تم نحت الأقواس المدببة الثلاثة لواجهة قبلية الصلاة بزوايا حادة وبدون مظهر جانبي محدد.

كما سيطرت السطوح الحجرية غير المزخرفة على داخل قبلية الصلاة. كان مسقطها نسخة من النوع المستطيل وهو الشكل المعتاد في قبليات الصلاة في مدارس حلب: الفسحة المركزية المقببة محاطة بفسحتين جانبيتين، وبطريقة مماثلة تم بناؤهما على مسقط مربع الشكل مسقوف بعقد أسطواني مدبب. ومع ذلك، فإن قبلية الصلاة في المدرسة السلطانية أعادت إنتاج هذا المخطط بطريقة معدلة قليلاً: كان لها تراجع عميق على جانب القبلة من فسحتها المركزية، تتوافق مع القوس الأوسط للواجهة، وبالتالي إنشاء مسقط متعارض. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفسحات الجانبية تنتهي بحنية لعقدين متقاطعين.

تم بناء الضريح كمربع مع حنيات مدببة عميقة على جميع الجوانب الأربعة. تم إنشاء فتحات للتهوية في الحنيات الشمالية والجنوبية، بينما كان للحنية الشرقية نوافذ على ثلاثة جوانب. تحت قباب كل من قبلية الصلاة والضريح، تم استخدام مثلثات كروية (أو "قبة معلقة على مثلثات كروية) لإحداث الانتقال من المربع إلى الدائري.

كان العنصر الوحيد للزخرفة في هذه العمارة التقشفية هو المحراب الرخامي الملوّن والمُطعَّم. ان المحراب النصف دائري مغطّى بألواح نحيلة ومحاطة بحليات جانبية تمر عبر المحراب في الجزء السفلي وأسفل نصف القبة. صُمم اللوح حول القوس بشرائط متشابكة شكلت زخرفة الصدفة للأقواس المتقاطعة على نقوش القوس والعقد الزاوية الكبيرة في السبندلات (الفسح المثلثية). احتل عمودان زوايا المحراب. كان لهذا النوع من الزخارف الرخامية نظائر مطابقة في محراب المدرسة الشاذبختية ومشهد الحسين ومدرسة الفردوس في حلب. تم اعتماد هذه الميزة أيضاً في قونية في عهد سلاجقة الروم، حيث تظهر في مبنيين، وربما صنعها حرفيون سوريّون.[7]