آل الهلالي

[مصدر الصورة: © 1987 جان-كلود دافيد]

إن أقدم شخص نحدده فيما يتعلق بهذا المكان في الجلوم يدعى "علي الهلالي". كان مدرساً في حوالي عام 1000/ 1590 في المدرسة العصرونية في حي الفرافرة بحلب [7]. لقد جاء من العراق وكان شيخاً في الفرقة الصوفية على الطريقة القادرية. من المحتمل أنه أقام نفسه بالفعل في المسجد الصغير في الجلوم (بناءً على معلومات من الشيخ جمال الدين الهلالي)، رغم أننا نفتقر إلى أدلة تاريخية دقيقة على ذلك. الشيخ التالي الذي يمكننا التعرف عليه هو مصطفى اللطيفي (توفي 1123 / 1711-12)، والذي كان معلماً للشيخ محمد هلال الرامحمداني (توفي 1147 / 1734-35)، وهو أول من دُفن في فناء الزاوية [8]. وكان الأخير – كما يذكر الشيخ جمال الدين الهلالي - أحد أفراد عائلة هلالي وينحدر من قرية رام حمدان، غربي حلب. من ذلك التاريخ فصاعداً، ظلت الخلافة في الزاوية ضمن عائلة الهلالي، على الرغم من أنها ليست دائماً من الأب إلى الابن. في بعض الأحيان كان الأمر يقع على عاتق ابن العم، مثل الشيخ أبو بكر الهلالي، الذي خلف عمه، محمد هلال الرامحمداني. ممن يجدر ذكره ضمن تسلسل الخلافة الشيخ إبراهيم الهلالي (توفي 1238 / 1822-23) وهو من أكثر الشيوخ شهرة، ومن مواليد عام 1155 / 1742-43 في قرية دارة عزة غربي حلب والتحق بالزاوية وهو طفل. في عام 1178 / 1765-66، سافر إلى القاهرة للدراسة في الأزهر. هناك، تم إدخاله في "الطريقة الخلواتية" التي كانت نشطة بشكل خاص في مصر في ذلك الوقت. بعد قضاء أكثر من عشرين عاماً في القاهرة، عاد إلى حلب في عام 1198 / 1783-84 ليخلف عمه محمد هلال الهلالي في عام 1204 / 1789-90.

ازدهرت الزاوية خلال فترته كشيخ، وتمت توسعتها بواسطة يوسف آغا عربي كاتبي، واستفادت من عدد كبير من الأوقاف. قدم "خلوة الأربعين يوم" (الخلوة الأربعينية) التي تعرف عليها في مصر، وضم الخلواتية إلى القادرية وكان له عدد كبير من الأتباع الذين منحوه لقب "الشيخ الكبير" [9]. خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، استمرت الزاوية في الازدهار كواحدة من المراكز الدينية في حي الجلوم. والسبب الرئيس هو الارتباط المستمر لعائلة الهلالي بالزاوية.  يمكننا ملاحظة مزيج من الفوائد والأموال، وموارد الوقف التي تعود بالنفع على كل من المؤسسة والعائلة. كان القضاة العثمانيون يشكّون في هذا الخلط بين المصالح وصاغوا معارضتهم له [10]، لكنه أثبت أنه مفيد للمؤسسة.

الحواشي

[8]  العرضي، معادن، 39

[9]  الطباخ، إعلام، 6 : 452

[10]  الطباخ، إعلام، 7 : 221

[11]  الرملي، فتاوى، 1 : 141