تاريخ البناء

بقلم رامي الأفندي

[مصدر الصورة: © 2006 شتيفان فيبر]

كان خسرو باشا، مؤسس جامع ومدرسة الخسروية، والياً لمقاطعة حلب (بين عامي 1532- 1534 تقريباً) في عهد السلطان العثماني سليمان الأول (الذي حكم من عام 1520 إلى 1566). وبعد أن غادر حلب، شغل أحد أهم المناصب الإدارية كوزير الديوان الهمايوني في إسطنبول عاصمة الإمبراطورية.[1] وقبل وفاته بفترة وجيزة، قرر بناء أول مجمع  وقفي على الطراز العثماني في مدينة حلب.[2]

تم اكتمال بناء المجمع المعروف باسم مدرسة وجامع الخسروية في حلب في عام 953هـ / 1546-47م بحسب ما ذكر على بوابة الجامع.[3] إلا أنه قد دمر وبشكل كبير خلال النزاع المسلح في عام 2014.

يظهر نقش التأسيس المتوضع فوق بوابة مدخل الجامع قسمين (انظر الشكل 5): اللوحة العليا تتضمن آية قرآنية واسمي السلطان والباني. وينتهي النقش الرئيسي بنصف شطر من الشعر، والذي يزودنا بتاريخ مكتوب على طريقة حساب الجمل، فينتج عنه التاريخ 953هـ.

"وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً  [القرآن 72:18].

عمر في دولة السلطان الأعظم سليمان عز نصره وأنشأه الوزير خسرو باشا"[4]

حرم التقوى الذي من أمه فهو في أمن به. قد حرس

معبد في حلب تاريخه (مسجد مشرف قد أسسا)= 953هـ

الشكل 5: الخسروية، الجامع، المدخل مع نص التأسيس [مصدر الصورة: © 2007 رامي الأفندي]

المعماري المصمم

أدرج الفنان العثماني وكاتب السيرة الذاتية ساي مصطفى جلبي في القرن 10هـ / 16م أن مدرسة وجامع الخسروية من أعمال المهندس المعماري والمدني العثماني سنان (1489/ 90 - 1588).[5] وقد ذكر المؤرخ الحلبي ابن الحنبلي (1502 - 1563/ 64) أن "مهندساً مسيحياً رومياً" كان قد تم الأخذ باستشارته في البناء أو حتى أنه بدأ في بناء الخسروية.[6] صفة "الرومي" هنا تشير إلى شخص من مركز الإمبراطورية العثمانية، وتعني حرفياً "روماني".تعتبر الخسروية بشكل عام على أنها واحدة من أولى المشروعات العامة والرئيسية لسنان بعد أن تم تعيينه كبير مهندسي الإمبراطورية في اسطنبول. على ما يبدو، فقد تم تنفيذ التصميم في حلب من قبل مهندس معماري غير معروف، ولربما نفذ من قبل الحرفيين المحليين.[7]

التكليف بعملية بناء المجمع

ذكر ابن الحنبلي أن خسرو باشا قد أصدر أمراً إلى مولاه في حلب، فروخ بن عبد المنان الرومي، لبناء مجمع يحتوي على جامع وتكية (نزل للمسافرين).[8] كما يشار في وثيقة الوقف الثالثة، والتي يعود تاريخها إلى 974هـ / 1566م، إلى وجود مدرسة إسلامية بالإضافة إلى المطبخ العام، وضريح في الحديقة وإسطبل، كما أنها تتضمن وصفاً وظيفياً لمجمع الخسروية وقائمة بالممتلكات من الهبات؛ وقد لخص هذه الوثائق الثلاث في القرن العشرين المؤرخ الحلبي الغزي.[9]

الحواشي

[1]نجيب أوغلو، عصر سنان، 472.

[2]ابن الحنبلي، در الحبب، 585:1.
[3]لمناقشة تاريخ المبنى انظر كافي سيلوغلو، "في صورة الروم"، 83-86؛ واتنبوغ، صورة المدينة العثمانية، 61-63؛ نجيب أوغلو، عصر سنان، 472-75. 

[4]عثمان، دراسة نقائش، 16.
[5] نجيب أوغلو، عصر سنان، 473؛ فاتنباوغ، صورة المدينة العثمانية، 62. 
[6]ابن الحنبلي، در الحبب، 10:2.
[7]كافي سيلوغلو، "في صورة الروم"، 84-83.
[8]ابن الحنبلي، در الحبب، 585:1.
[9]الغزي، نهر الذهب، 93:1-97.