المسقط المعماري

[مصدر الصورة: © 2007 شتيفان فيبر]

بُنيت منشآت المدرسة الحلوية على قطعة أرض مستطيلة بمدخل واحد على الجانب الشرقي، حيث قطعة الأرض متاخمة للزقاق الذي يفصل المدرسة عن الجامع الأموي، بمواجهة المدخل الغربي للمسجد (الشكل 1). تعطينا البقايا القليلة من وقت تحويلها إلى مسجد وقيام نور الدين الزنكي بتاسيس المدرسة فيها لاحقاً انطباعاً عن مظهر المدرسة في ذلك الوقت. إضافة لذلك فإن بقايا الكاتدرائية الأثرية السابقة، (الشكل 2) هي أول بوابة يدخل منها المرء إلى فناء المدرسة (الشكل 3). هذه البوابة هي من المنشآت المعمارية لنور الدين في المدرسة، وهي مؤرخة بنقش كتابي يعود لعام 543/ 1149. كما يصفه آلين [1]، "كان النقش ينقسم في الأصل إلى ثلاثة أسطر على طول الجوانب الثلاثة لفتحة البوابة، أسفل الحلية المعمارية المقعرة التي تنبثق منها القنطرة ". اختفى الجزء الأوسط أثناء عملية الترميم عام 1315/ 1897، ولكن تم حفظ النص من قبل ماكس فان بيرشيم [2]. الزاوية اليمنى لفجوة البوابة من حجر البازلت، مزينة بصليب، وربما هي جزء من ناووس حجري أعيد استخدامه كقاعدة عمود. (الشكل 4) تم تعديل الجزء الخلفي من البوابة خلال أنشطة إعادة الإنشاء في أواخر القرن التاسع عشر[3].

بالإضافة إلى البوابة، تضمن بناء نور الدين في المدرسة أماكن إقامة (مساكن) وإيوان، كما يخبرنا ابن شدّاد [4].

الشكل 1: المدرسة الحلوية، المسقط الأرضي [مصدر الصورة: © 1998 لمياء الجاسر]
الشكل 2: المدرسة الحلوية، حنية الكاتدرائية السابقة [مصدر الصورة: © 2011 عصام حجّار]
الشكل 3: المدرسة الحلوية، المدخل [مصدر الصورة: © 2007 شتيفان فيبر]
الشكل 4: المدرسة الحلوية، المدخل، حجر البازلت مع الصليب [مصدر الصورة: © 2001 شتيفان هايدمان ]

لم يبق محفوظاً سوى الإيوان، وهو يقع مباشرة إلى الشمال من الحنية المتبقية من الكاتدرائية السابقة. لقد وهب كمال الدين عمر بن العديم بتاريخ 643 / 1245-46 محراباً خشبياً غنياً بالزخارف لذلك الإيوان، عندما كان وزيراً في خدمة السلطان الأيوبي العزيز محمد. وقد ورد ذكره في نقش المحراب، إلى جانب السلطان الأيوبي الحاكم الناصر يوسف الثاني واثنين من الحرفيين المشاركين في العمل. (الشكل 5) الأول هو أبو الحسن ابن محمد الحرّاني، وكان على الأرجح مسؤولاً عن الزخرفة (الصنعة)، والثاني هو النجّار عبد الله بن أحمد النجار المسؤل عن أعمال الخشب. هذا المحراب هو أحد الأمثلة الرئيسة على الأعمال الخشبية السورية المحفوظة من العصور الوسطى، والمزينة بزخارف نباتية وهندسية متشابكة، تحدها من ثلاث جهات نقوش سبق ذكرها وهي بخط النسخ الأيوبي [5]. (الشكل 6)

يتم تحديد مظهر المدرسة في الوقت الحاضر بشكل كبير من خلال جهود الترميم في أواخر القرن التاسع عشر. ندخل المبنى عبر ممر ضيق يؤدي إلى الفناء المكشوف. يشغل الجانب الغربي من الفناء الإيوان الذي تم ذكره، والمحراب الخشبي وقاعة الصلاة (القبلية،  للحصول على الوصف راجع ويستفالين) جنوبه، حيث توجد بقايا الكاتدرائية القديمة. (الشكل 7).

الشكل 5: المدرسة الحلوية، المحراب الخشبي [مصدر الصورة: © 2000 يوليا غونيللا]
الشكل 6: المدرسة الحلوية، المحراب الخشبي، تفاصيل [مصدر الصورة: © 1993 جان-كلود دافيد ]
الشكل 7: المدرسة الحلوية، منظر عام من مئذنة الجامع الأموي [مصدر الصورة: © 1978 جان-كلود دافيد ]

الأقواس الشمالية والجنوبية للقبة المركزية لقاعة الصلاة مفتوحة على غرف ملحقة؛ يُعد الجزء الشمالي بمثابة نوع من الدهليز، لأنه المدخل الرئيس إلى قاعة الصلاة وبه نقشان (أحدهما يعود لعام 1091/ 1680، حيث يوثّق أن الترميم يعود للفترة العثمانية) ومزين بشريط من المقرنصات التي تحيط بالباب وبالنقشين[6]. 

يُبرزُ الملحق الجنوبي محراباً في جداره الجنوبي، وهو متصل بالرواق المفتوح الخماسي الفتحات على الجانب الجنوبي من الفناء، مشكلاً مساحة يمكن استخدامها للصلاة. ربما كانت قاعة الصلاة المذكورة (القبلية) بقبتها المركزية مخصصةً للتدريس بدلاً عن الصلاة. (الشكل 8 و 9).

ربما تكون المنشآت التي تشغل الجانب الشرقي من الفناء اليوم حديثة العهد إلى حد ما (أواخر القرن التاسع عشر؟) مع واحد (في الجزء الجنوبي) وطابقان علويان (في الجزء الشمالي)، ربما يكونان مخصصان للتعليم ولسكن المعلمين والطلاب (الشكل 10).

على الجانب الشمالي من الفناء يوجد عدد من الغرف في الطابق الأرضي. كان الطابق الأول فوق هذه الغرف جزءاً من منزل في مبنى الوقف العائد للمدرسة [7]. (الشكل 11) تشغل وسط الفناء بركة مستطيلة كبيرة تُستخدم للوضوء.

الشكل 8: المدرسة الحلوية، قاعة الصلاة باتجاه الجنوب [مصدر الصورة: © 2011 عصام حجّار]
الشكل 9: المدرسة الحلوية، واجهة قاعة الصلاة [مصدر الصورة: © 2007 شتيفان فيبر]
الشكل 10: المدرسة الحلوية، الواجهة الشرقية للفناء، أثناء الترميم [مصدر الصورة: © 2006 رامي الأفندي]
الشكل 11: المدرسة الحلوية، الواجهة الشمالية [مصدر الصورة: © 2007 شتيفان فيبر]

الحواشي

[1] ألين، النهضة الكلاسيكية، 14. ترجمة النقش: هيرزفيلد، مواد، 2: 209-210.
[2] هرتزفيلد، مواد، 2: 208-209، النقش رقم 100.
[3] ألين، النهضة الكلاسيكية، 14.
[4] ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، 1: 264.
[5] كمال الدين عمر بن العديم، من إحدى العائلات الأكثر نفوذاً في حلب في ذلك الوقت، حيث خدم أفرادها كرؤساء للقضاء وفي مناصب أخرى لعدة أجيال. كورن، العمارة الأيوبية، 2: 250؛ هيرزفيلد، ماتريو، 2: 218-219.
[6]  هرتزفيلد، مواد، 2: 220-221.
[7] يستند وصف المبنى إلى الغزّي، النهر، 2: 170-172.