الأهمية الدينية والسياسية والفكرية

[مصدر الصورة: © 2006 رامي الأفندي]
كان الجامع الكبير دوماً المكان الرئيسي للاحتفالات الرسمية، فكان الحكام وكبار الشخصيات يحضرون فيه الصلوات، خاصة في المناسبات الدينية الإسلامية كالعيدين وشهر رمضان. وكانت كل القرارت الرسمية تذاع في الجامع الكبير خلال الفترة العثمانية.[1]
لم يقتصر دور الجامع الكبير فقط على كونه المكان المركزي كتجمع ديني لأداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة أو للاستماع للخطب، بل كان مركز النشاطات الفكرية في المدينة أيضاً. لقد استضاف الجامع كل مشاهير ومفكري حلب ليعقدوا في أروقته حلقات العلم التي امتدت على أوقات النهار المختلفة لتدريس العلوم الدينية والفقهية، حسب المذاهب الإسلامية الأربعة.[2]  احتوت قبلية الصلاة حسب الغزي، على أربعة محاريب ليكون الجامع رمزاً لتواجد كل المذاهب الفكرية الأربعة عند الإسلام السنة، إذ استخدم المحراب الرئيسي للمذهب الشافعي، ثم مع قدوم العثمانيين خصص المحراب الرئيسي للمذهب الحنفي.[3]
كان للجامع الكبير دور كبير كمؤسسة لعلوم الفلك، فقد درس فيه العديد من العلماء المشهورين أمثال: العالم ابن النقيب (900-971 هـ/ 1494-1563 م)[4] والعالم أحمد آغا الجزار (في القرن 19).
تم توارث منصب الميقاتي في الجامع الأموي في أسرة العالم الحلبي عبد الله الحنبلي الميقاتي منذ القرن السادس عشر وحتى تاريخ وفاة عبد الله سنة 1920 إذ كان هو آخر الذكور من نسل هذه العائلة.[5]  
اشتهر الحلبيون بحبهم للطرب والموسيقى وبأنهم مستمعون مرهفو الحس "سميعة" وبذلك كان للمؤذن دور مهم في حياتهم، خاصة مؤذن الجامع الكبير، فاختاروا بعناية أفضل الأصوات لتلك المهمة. وحتى وقت قريب كان الآذان في الجامع الكبير يؤدى من قبل مشاهير المطربين في حلب أمثال صبري مدلل وحسن حفار.[6]
الشكل 10. الجامع الكبير، القبلية، المدخل الرئيسي المزخرف بنمط الأبلق [مصدر الصورة: © 2011 عصام حجار]
الشكل 11. الجامع الكبير، القبلية، بلاطات الخزف التي تزين غرفة ضريح النبي زكريا [مصدر الصورة: © 2011 عصام حجار]