تطوّر القلعة من العصور الآشورية وحتى أوائل الفترة الإسلامية

[مصدر الصورة: © 2001 بيتر هايسكة]

ليس من المثير للاستغراب أن يكون هذه الموقع البارز (بالمعنى الحرفي للكلمة) قد اختير منذ قديم الزمان للإستقرار والعيش فيه، حيث توجد فعلاً شواهد كتابية تعود لمنتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد تشير إلى وجود معبد في هذا المكان. وقد ظهر الدليل الفعلي على وجود المعبد خلال حملة عام 1996 التنقيبية التي قامت بها بعثةُ سورية ألمانية مشتركة. يدلُّ التعاقب الطبقي الذي كشف عنه المنقّبون إلى إنشاء المعبد في الألفية الثالثة قبل الميلاد وإلى أعمال تجديد في الألفيتين الثانية والأولى قبل الميلاد. تعود الألواح الجدارية الشهيرة التي تصوّر الآلهة مع إله الطقس "حدد" في وسطها إلى الألف الأول قبل الميلاد.

لم يتضح بعد كيف تمّ استخدام هذه الهضبة المستوية منذ الانتهاء من بناء المعبد وحتى الفترة البيزنطية. قام السكّان بالاحتماء ضمن القلعة عندما أحرق الملك الساساني خسرو (المتوفى عام 579 م) بيرويا (كانت حلب تُدعى بيرويا في العصر الروماني). لم يُرفع الحصار عن القلعة إلا استجابةً لتوسّلات الأسقف ميغاس حيث أُنقِذ السكّان من الموت عطشاً [1] لأنّ الخزان البيزنطي الضخم الذي لايزال محفوظاً حتى يومنا هذا كان قد جفّ. وهذا يشير إلى أنه بالرغم من كون القلعة حصينةً بما فيه الكفاية فإن نقص إمدادات المياه يتركها عرضة للحصار. وقد استطاع الأمويّون السيطرة على المدينة عام 638 م بعد حصارٍ دام خمسة أشهر. ولكن بالنسبة للحكّام الأمويين والعباسيين بقيت حلب مدينة إقليمية.