جوهرة جامع المهمندار هي بلا شك مئذنته التي يمكن اعتبارها من أجمل المآذن في حلب (الشكل 2). كما ذكرنا سابقاً، فإنها تشكل كتلة بناء واحدة مع المدخل المجاور.
تنبثق المئذنة من الزاوية الجنوبية الغربية للجامع. يبرز من سطح القاعدة المربعة نقش كتابي على ثلاث جهات. على الجانب الجنوبي من القاعدة، لاتزال المزولة (الساعة الشمسية) ظاهرة أسفل لوحة النقش. (الشكل 3) تقوم مثلثات، مزينة بشرائط متداخلة هندسياً، بتحويل القاعدة المستطيلة إلى مثمَّن. يتكون عمود المئذنة الذي يرتفع من القاعدة من ثلاثة أجزاء مزخرفة بشكل مميز. تم تزيين الجزء المثمّن السفلي بمظهر جانبي مستدير مسطح يشكل حنيات. في الأعلى، تم تزيين الجزأين الأسطوانيين بزخارف على شكل قضبان - قضبان شاقولية في الجزء الأوسط، وقضبان متعرجة في الجزء العلوي، يعلوها شرفة المئذنة.[1] (الشكل 4)
يوجد على الجانب الأيمن من المدخل نقش غير مؤرخ، يستند إلى حديث مشهور في صحيح البخاري، يحظُر تصنيع وعرض وبيع الصور والتماثيل.[2] (الشكل 6)
يؤدي المدخل إلى الفناء المستطيل؛ على الجانب الجنوبي نجد قاعة الصلاة الطويلة والضيقة نوعاً ما (القبلية) في سبع فسحات بين الأعمدة. تبرز في الفسحة الثالثة من جهة الغرب قبة حيث المحراب والمنبر، بالإضافة إلى رواق فوق الباب. (الشكل 7-8)
يذكر المؤرخ ابن العجمي المنبر المصنوع من الحجر الأصفر، مشيراً كما تقول كون، إلى أنه قد تم تركيبه في القبلية قبل عام [3]1480. (الشكل 9) كان تركيب المنبر إيذانا بتحويل المسجد إلى جامع أو مسجد جمعة. وفي حالة كون فإن التركيب تم لاحقاً، وقد يكون مرتبطاً بأنشطة إنشائية كبيرة، مثل إضافة المئذنة والمدخل. هناك حاجة لمزيد من البحث للإجابة عن هذا السؤال. يوجد بجانب المنبر المحراب الذي يحيط بفجوته عمودان.