الوصف المعماري

[مصدر الصورة: © 2010 لمياء الجاسر]

يتألف التصميم الأصلي لمجمع الخسروية من الجامع المركزي في المنطقة الرئيسية باتجاه الجنوب، ومن المدرسة الإسلامية في الزاوية الجنوبية الغربية، ومن التكية، بالإضافة إلى مطبخ عام في الزاوية الجنوبية الشرقية، وحيز لغرف في الشمال، حيث تحيط كلها بساحة مستطيلة تحتوي على نافورة مركزية.[1] جميع المباني الهامة للمجمع توضعت بشكل منفصل عن النسيج العمراني المحيط بها (انظر الشكل 7).

الشكل 7: الخسروية، مخطط الطابق الأرضي لفترة القرن 16 [مصدر الصورة: © جوليا أناليندا نيجلا عن غورلو نجيب أوغلو 2015، رسم انطونيو ألبانيز وكارلا كاستيلانا ]

يأخذ المسقط الأرضي  للجامع شكلاً مربعاً (16 × 16م)، مع غرفة صغيرة مربعة (يطلق عليها تبهانه - مصطلح تركي لـ "غرفة ضيوف" خاصة) على جانبي الواجهة المطلة على الفناء.

ويتميز بواجهة مدخل الرواق ذات القباب الخمس المحمولة على أعمدة  فوق منصة (انظر الشكل 8). تتوضع قبة كبيرة نصف كروية (قطرها 18م تقريباً) على رقبة دائرية تحتوي على 16 نافذة مدعمة بثماني دعامات طائرة - من الخارج - تتوج بناء الجامع ذو الشكل المربع. ترتكز القبة من الداخل على ثمانية أقواس تشكل أربعة زوايا كروية (انظر الشكل 9). تتكون المئذنة التي تقع في الركن الشمالي الغربي من المسجد، من 16 وجهاً، وتقطعها شرفة يعلوها قمع مخروطي مقلوب .[2]

صممت المدرسة على شكل حرف الحرف (L) بوساطة خمس غرف في الجانب الغربي وأربع غرف مع درسخانة كبيرة مركزية (مصطلح تركي لغرفة الدراسة والتي صممت هنا كغرفة مربعة ذات قبة مع محراب للصلاة) في جهتها الجنوبية ويسبق كلا منها رواق متعدد القباب (انظر الشكل 10)، وتنفصل باحة المدرسة عن الفناء الرئيسي ببوابة.[3] نجد التكية عند مشاهدة المخطط العام في الجانب الشرقي من الجامع متناظرة مع المدرسة. الصورة القديمة والمأخوذة من قبل البارون فون أوبنهايم بين العامين 1911-1939 تظهر مبنى التكية من دون رواق مقبب مع اختفاء بعض الغرف (انظر الشكل 11). أما في الجانب الجنوبي من الجامع يوجد مبنى الضريح (انظر الشكل 12) وهو عبارة عن غرفة مربعة ذات قبة في الجانب الجنوبي من  الجامع.

الشكل 8 : الخسروية، الجامع، الرواق المقبب، القبة المركزية مع المئذنة [مصدر الصورة: © 2010 لمياء الجاسر]
الشكل 9 : الخسروية، الجامع، داخل القبلية مع المحراب والمنبر [مصدر الصورة: © 2009 مشروع توثيق التراث السوري، الثانوية الخسروية الشرعية في حلب]
الشكل 10 : الخسروية، المدرسة، الباحة، الرواق المقبب وقاعة المحاضرات الرئيسية [مصدر الصورة: © 2007 لمياء الجاسر]

التعديلات الوظيفية عبر الزمن

لقد رمم مجمع الخسروية وتم تعديله بعد الزلزال المدمر الذي وقع عام 1237هـ / 1822م. إذ تم الحفاظ على التصميم الأصلي للجامع إلى حد كبير وعلى ما يبدو بقيت المدرسة أيضاً على مخططها الأصلي،[4] وتم التخلي عن وظيفة التكية. أما الغرف العشرة في الرواق الشمالي  مقابل الجامع فقد استخدمت في الأصل أماكن استراحة للمسافرين [5].

وفقاً لوثائق الوقف، فإن زوجة خسرو باشا وابنه قورت بك قد دفنوا في الضريح المتواجد في حديقة المسجد.[6] قبل تدمير المجمع كان لايزال الضريح موجوداً ولكن بدون المقابر الموجودة فيه [7].

تظهر الصور من القرن 20 [8] بقايا المطبخ العام خارج الجدار الشرقي الجنوبي للمجمع؛ حيث تمت إزالته بالكامل في وقت لاحق. كما تظهر الصور بوابة وسياجاً يمتد على طول الجانب الشرقي من الفناء. تم لاحقاً تسييج المنطقة الفارغة أمام البوابة والسياج وإضافتها إلى المجمع (انظر الشكل 11).

ذكر المؤرخ الحلبي الطباخ في عشرينيات القرن العشرين أن جميل نامق باشا والي حلب (1880-1886) كان قد أعاد بناء المجمع وافتتحه كمدرسة حوالي عام 1302هـ / 1885م.[9] كما تشير كتابة موجودة في الممر الشمالي أنه في عام 1326هـ / 1908م -1909م تم تجديد الرواق. وفي ذلك العام أيضاً قام الشيخ رضا الزعيم الدمشقي على إعادة بناء الجامع والمدرسة وإحيائهما، كما قام عبد الحميد الكيالي مفتي حلب في عام 1340هـ / 1921م بإجراء تجديدات إضافية على المدرسة.[10]

كانت مدرسة الخسروية في عام 1949 إلى جانب مدرسة الشعبانية، المدرستين الإسلاميتين الوحيدتين في حلب. وفي عام 1959، تم تعيينها مدرسة ثانوية دينية للبنين (ثانوية الخسروية للبنين) والتابعة لوزارة الأوقاف.[11] كما تم تطبيق العديد من التعديلات في عام 1972، عندما أضيف منهاج علمي للمنهج التقليدي، في حين تم تحويل جميع غرف المدرسة القديمة والتكية سابقاً إلى صفوف دراسية، وبنيت غرف جديدة في الجانب الشرقي من المجمع (انظر الشكل 13) [12].

تم إغلاق قاعة الصلاة لبعض الوقت في تسعينات القرن العشرين بسبب تصدع أصاب القبة. وقد تم ترميمها في عام 2004. كما تم ترميم المئذنة وإضافة بلاط مزجج جديد في أسفل شرفتها [13].

الشكل 11 : الخسروية، منظر للمجمع من القلعة (1911-1939) [مصدر الصورة: © أرشيف الصور (Arachne)، مجموعة ماكس فون أوبنهايم، مؤسسة البارون ماكس فون أوبنهايم]
الشكل 12: الخسروية، مبنى الضريح على الطرف الجنوبي للجامع [مصدر الصورة: © مشروع توثيق التراث السوري، الثانوية الخسروية الشرعية في حلب حوالي عام 2009]
الشكل 13: الخسروية، مخطط الطابق الأرضي عام 1998 [مصدر الصورة: © جوليا أناليندا نيجلا عن لمياء الجاسر]

الحواشي

[1] الغزي، نهر الذهب، 94:2.
[2] واتنبوغ، صورة المدينة العثمانية، 63-65.
[3] قاسمو، "مشروع ترميم الأحمدية"، 61-62.
[4] نجيب أوغلو، عصر سنان، 473.
[5] الغزي، نهر الذهب، 94:2.
[6] الغزي، نهر الذهب، 94:2.
[7] أوزباي و ياكار، تقصي خطى، 179.
[8] iDAI.objects arachne, Photo collection Max von Oppenheim, accessed April 1, 2018, https://arachne.dainst.org/project/oppenheim.
[9] الطباخ، إعلام النبلاء، 158:3.
[10] الغزي، نهر الذهب، 135:1.
[11] الجاسر، "تطور عمارة المدارس،" 345.
[12] الجاسر، "تطور عمارة المدارس،" 356.
[13] أوزباي و ياكار، تقصي خطى، 175.