لمحة تاريخية

[مصدر الصورة: © 1920 كريزويل]
ظهرت مدرسة الفردوس من خلال عمل استثنائي للرعاية الإمبراطورية. شُيدَ المبنى خلال الفترة 633-39 / 1235-41 من قبل ضيفة خاتون أرملة الملك الظاهر غازي، والذي كان حاكماً لحلب أثناء بناء المدرسة، بالنيابة عن حفيدها المالك الناصر يوسف الذي كان قاصراً.
 
ولدت ضيفة خاتون في حلب عام 582/ 1186، عندما كان والدها الملك العادل (شقيق صلاح الدين) يحكم حلب لفترة قصيرة.[1] وبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي في عام 589/ 1193، ساءت العلاقات بين الفروع المختلفة للعائلة الأيوبيّة وبرزت الخلافات للسيطرة على أقاليم مختلفة، لاسيما عندما حاول العادل استبعاد نسل صلاح الدين من السلطة. تمكن العادل من فرض نفسه في دمشق والقاهرة وثبّت سلالته في هذين الموقعين. في محاولة لنزع فتيل الصراع بين ابن صلاح الدين وهوالوحيد المتبقي الذي لايزال يحكم إمارة، الملك الظاهر في حلب، والعادل، فقد تم ترتيب زواجه من ضيفة خانون ابنة العادل. في عام 609/ 1212 عادت إلى حلب كزوجة للمك الظاهر. والمدينة التي عادت إليها أخيراً، تغلبت على التدهور وعدم الاستقرار الذي بدأ في القرن العاشر الميلادي. أصبحت حلب مدينة مزدهرة مرة أخرى وتمكنت من السيطرة على التجارة بين البحر الأبيض المتوسط والشرق. يشهد على ذلك العديد من مشاريع البناء الجديدة، بما في ذلك القلعة وأسوار المدينة.
 
بعد وفاة ابنها الملك العزيز في عام 634/ 1236، حكمت ضيفة خاتون حلب بالنيابة عن حفيدها القاصر الملك الناصر الثاني حتى وفاتها في عام 640/ 1242. في تلك الفترة، انهمكت في عدد من مشاريع البناء. يقترح "آلين" أن بناء مدرسة الفردوس بدأ في عام 633/ 1235 وانتهى حوالي عام 640/ 1242 زمن وفاتها. في عام 639/ 1241، دفنت ضيفة خاتون شقيقها الملك الحافظ أرسلان شاه في المدرسة، لذلك يمكننا أن نستنتج أن المبنى ينبغي أن يكون قد اكتمل بحلول ذلك التاريخ. خطتها لاستخدام المدرسة كمدفن عائلي لم تؤتِ ثمارها، إذ دفن ابنها الملك العزيز وضيفة خاتون نفسها في القلعة[2].
لم تكن رعاية المرأة بحد ذاتها شائعة في العصر الأيوبي، ولكن يبدو أن حجم وروعة مؤسسة ضيفة خاتون كانت ممكنة فقط لأنها كانت وصية على عرش حلب. يُعرفها النقش الطويل الذي يدور حول الفناء أسفل الرواق وحول الإيوان باسم "عصمة الدنيا والدين"، وهو لقب استخدمته امرأة أخرى ذات سيادة من الفترة نفسها تقريباً، هي شجرة الدر في القاهرة.[3]